حضور كامل ودائم من ملامح القيادة لدى صبحي البترجي

feature-img
feature-img
  • 01-11-2015

حضور كامل ودائم من ملامح القيادة لدى صبحي البترجي

ما أصعب القيادة أمام قائد كامل الحضور في كل لحظة! حتى وإن كان على مستوى قيادة حوار. ولو كانت خطتك محكمة، وأسلوبك سلس، إن لم تكن استراتيجياً في الطرح وإن لم تلق المحاور التي تطرحها للنقاش اهتمام صبحي البترجي الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني فلا تلق بالاً، استرح واستسلم لتياره القوي الصريح والجريء والواضح الملامح ودع له شئون القيادة.

من أكثر التفاصيل التي يهتم بها البترجي التواجد الدائم، وهو ما يؤكده بصور وأشكال عدة. حرص أن البترجي أن يدعني أجرب الاتصال برؤساء الأقسام في المستشفى لأقيس بنفسي مدى تجاوب كبار الإدارة في المستشفى مع العملاء.

“اتصلي بهذا الرقم الآن، وقولي لهم أنه لديك مشكلة”، طلب البترجي مني ذلك مشيراً إلى لافتة مثبتة على شباك المختبر. كنا في المشفى السعودي الألماني بدبي، وحولنا موظفو المستشفى ومرضى وزوارهم. في الحقيقة تلك اللافتة التي أشار إليها البترجي، والتي كنت قد ظننت أنها مجرد لافتة إعلانية إلا أنني اكتشفت أنها تحمل أسماء وأرقام هواتف كبار مدراء المستشفى، بما فيهم رئيس المستشفى، البترجي، وزوجته الدكتورة ريم عثمان الرئيس التنفيذي لمستشفى السعودي الألماني بدبي. أصر البترجي أن أجرب الأرقام واحدة تلو الأخرى من هاتفي الخاص، طالباً مني الادعاء بأني واحدة من عملاء المستشفى وبأن لدي مشكلة. ماذا حدث؟

أجاب الجميع على هواتفهم وقاموا بما يلزم، إلا أن واحداً من المدراء الذي كان متردداً في المجيء إلي بنفسه ليساعدني في حل مشكلتي، ولم يكن لديه الوقت الكافي ليستفسر أكثر عن شكواي بطرح مزيد من الأسئلة علي، حيث أن قبل أن تكون لديه الفرصة ليفعل سحب البترجي الهاتف من يدي وسأله ساخراً إذا ما كان مشغول جداً ليعتني بعملاء المستشفى السعودي الألماني قبل أن يغلق الخط.

الأمر التالي الذي أعرفه هو أني رأيت كبير الموظفين مقبلاً بسرعة في المرر أمامنا ليعتذر للرئيس التنفيذي ويؤكد له أنه لم يكن قاصداً تجاهل المريض. قائمة الأسماء هذه موجودة في كل مكان في المستشفى ويريني البترجي أنه حتى في المصاعد وغرف الانتظار، ورؤساء الأقسام في المستشفى السعودي الألماني هم من تقع على عاتقهم مسئولية رضا العملاء.

لا يعتبر البترجي المال هدفاً للعمل، ولكنه بوضوح شديد وبتطبيق عملي يعتبر رضى العملاء وفعل الخير وتقديم المنفعة لهم هو الغاية، أما المال فهو النتيجة الطبيعية التي يتجنيها عندما تصل إلى غايتك.

“لا أريد التكلم عن المال. من يكترث بالمال؟ يهمك الأمر؟ لم نأتي إلى هذه الحياة من أجل المال. نحن هنا لنساعد الناس، عملائنا”. إذا كانت لديك النية للتحدث مع المهندس صبحي البترجي الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني عن قطاع الرعاية الصحية الربحي، لا تفعل. من تجربتي معه أنصحك بأن تذهب باستراتيجية أذكى. ذهبت إليه بخطتي وما لبث أن حولها عن مسارها مستنكراً أن يدور اللقاء حول كيفية تحقيق النجاح في صناعة الرعاية الصحية. ببساطة يرفض أن يتحدث كيف تمكنت مجموعات مستشفياته من تحقيق معدلات أرباح مغرية في دول مجلس التعاون الخليجي. كما أنه لن يعطيك تفاصيل حول تكاليف مشروعه الجديد في مصر أو أي تفاصيل مالية عنه. لكنه سيتكلم مطولا حول كل شيء آخر من المسئولية الاجتماعية للمجموعة، ولماذا بالنسبة إليه مستشفى السعودي الألماني في السعودية ليست بقدر أهمية المستشفى السعودي الألماني في مصر المكتظة سكانياً.

في الأساس، قطاع العناية بالصحة الربحي هو كباقي القطاعات حيث العملاء يدفعون المال مقابل هذه الخدمة، ويشعرون أنهم يحصلون على الفائدة مقابل ما يدفعونه. “عملنا هو مساعدة الناس ويمكنهم الاتصال بي، جميع عملائنا يمكنهم ذلك. وإذا كان هناك خطأ ما أقوم بإصلاحه،” يقولها وبوعد.

العملاء الراضين الذين يملكون المال لينفقوه على الرعاية الصحية سوف يترجمون إلى عملاء أكثر يملكون مالاً لنفقوه على الرعاية الصحية. مما لاحظته من أسلوب البترجي الإداري، هو أن مؤسسته تعمل كالآلة مع عجلات وساتر للعجلات تعمل جميعها بقوة حتى نهاية لعبة المال، والمال، والمزيد من المال.

البترجي الذي يحمل شهادة هندسة، هو أول شخص يعترف بأن قطاع الرعاية الصحية غريب عنه. “لست طبيباً، لكني أحب هذا العمل. أتعرفين معنى أن يكون هناك سيدة لا تستطيع إنجاب أطفال، ونساعدها نحن في تكوين عائلة؟ مرةً كان لدينا طفل إماراتي، لم يكن قاراً على المشي، قبل المجيء إلينا جرب كل مكان آخر. اليوم هذا الولد يستطيع المشي”. يقول البترجي باسماً.

لا مجال للخطأ أو الراحة

مثل معظم القادة المميزين، البترجي يتميز بالجرأة، ومبدئياً فهو إما مدير أحلامك إذا توافق أدائك مع معاييره أو أنه أسوأ مدير في حياتك إن لم يكن أدائك كذلك. كابوس، إذا أثبت حالة عدم اهتمام أو نقص في الشغف في مستشفى السعودي الألماني.