خلال تصفحي للموقع الشهير يوتيوب وقعت بالصدفة على مقطع فيديو بعنوان (م. صبحي بترجي قصة كفاح فنجاح) وهو من يقف اليوم على رأس تلك الإمبراطورية المستثمره في القطاع الطبي (مجموعة مستشفيات السعودي الألماني) ، لم تشدني نجاحات هذا الرجل بقدر ماشدتني فلسفته ، وهي بكل اختصار (اليقين بالنجاح) ، فقد شرحها بقوله "لازم يكون عندك يقين إنك لو سعيت إلى الهدف ستصل كيقينك بسقوط الأشياء من الأعلى للأسفل بفعل الجاذبية فإنك ستصل لهدفك وهذا هو الفرق بين الناجحون والفاشلون ، إن الفاشلون فقدوا ذلك اليقين " ، نعم من يقينك تستلهم ثقتك بنفسك ومن يقينك تستطيع أن تغلق أبواب كثيرة من التردد والخوف من الفشل وغيرها من أسباب تعطيل النجاح ، اليقين هو مايحتاجه كثير من الشباب بل وحتى بعض القيادات في منظماتنا.
فقط ضع أهدافك وحدد مسارات الوصول ثم استمتع بالسير إلى النجاح وهذا كله بفضل اليقين ، ولكن؛ ماهو هذا اليقين الذي ننشده؟ إنه الإيمان بوجود الشيء والإقتناع التام بأنه حقيقة واقعية موجوده لا يتخللها الشك ، وتلك الحقيقة هي أن المستحيل قد يكون واقعا وأن الصعب قد يسهل وأن البعيد قد يدنو.
وهذه هي الحقيقة التي يجهلها أو يتجاهلها الكثير من الباحثين عن تغيير واقعهم أو واقع منظماتهم و مجتمعاتهم ، فالإنسان بطبيعته لا يحب غموض الأشياء بل قد يقاوم كل جديد لم يألفه ولا يتحمل الشدائد والخطوب لأنه لا يتعامل معها باليقين والذي يعرف أيضا بأنه حين الظن بالله.
وكما نعلم فالشك نقيض اليقين ، ومن الطبيعي أن يشكل الشك عائقا للإستمرار في التجارب الهادفة والمغامرات الطموحة ، لذلك نعود ونؤكد حاجتنا لليقين لنكون أكثر يقينا أن اليقين بالنجاح هو مانحتاج إليه لتحقيق أهدافنا ، ولنؤمن بالفرص وأن الحياة مليئة بالأسرار والمفاجآت.
وصدق الشاعر حين قال:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجي شيئا بهمته
يلقاه لو حاربه الإنس والجن
فأقصد إلى قمم الأشياء تدركها
تجري الرياح كما رادت لها السفن
وهكذا هو حال المنظمات فحين تؤمن قياداتها بأنها ستصل إلى أهدافها بيقين لا شك فيه فإنها ستصل إليها فعلا ، وهذا مانطمح فيه ونتطلع له وندعو إلى أن نختار الأكفاء من ذوي اليقين لتولي المواقع القياديه في منظماتنا وعندها سيصبح النجاح حليفها بإذن الله.